السبت، 26 يوليو 2014

الدكتور محسن الفحام يكتب : لماذا ارتبطت الصورة الذهنية فى الغرب عن الاسلام بالعنف

انه من العجب ان يلتصق فى أذهان الغرب صورة الاسلام على انه دين يدعوا الى الارهاب والتشدد والتطرف , على عكس ما جاء القرأن الكريم وفى السنة النبوية الشريفة ، حيث ورد فى العديد من آيات كتاب الله مما يؤكد ان الاسلام دين الرحمة ودين المغفرة حيث قال تعالى فى سورة النحل ” بسم الله الرحمن الرحيم ” وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذى اختلفوا فيه ، وهدى ورحمة لقوم يؤمنون , صدق الله العظيم
كما ولاد عن رسوله العظيم مئات الاحاديث الشريفة التى تحث عن التراحم والاخلاق الطيبة ومنها ,, إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقد استطاعت الجماعات المتطرفة التى تتخذ الاسلام والشريعة الاسلامية راية  لهم بينما يقومون وارهاب ان يتصدروا للعالم صورة ذهنية غير مقبوله لديننا الحنيف وان يتركوا فى الغرب ما لا يتبعون الاسلام انطباعا مخالفاً لحقيقتة وطبيعتة .
وقد تعددت التعريضات الخاصة لمفهوم الصورة الذهنية ولكنها فى شكلها المبسط تعرف بانها التقديم العقلى لاى شىء لا يمكن تقديمه للحواس بشكل مباشر . او هى محاكاة لتجربة حسية إرتبطت بعواطف معينة نحو شخصية ما أو نظام معين او فلسفه ما أو أى شىء اخر ، وهى ايضا استرجاع لما اختزلته الذاكرة أو تخيل لما ادركته الحواس الخمسة للإنسان ( الرؤية -  الشم – السمع – اللمس – التذوق ) فهى الناتج النهائى للانطباعات الذاتية التى تتكون فى اذههان الافراد إزاء فرد معين او نظام معين او سلوك معين .
ومن هناك نستطيع ان نوضح ما فعله الجهلاء من المتأسلمين الذين فهموا الإسلام على غير حقيقتة حيث شوهوا صورتة وجعلوا جميع الروابط السلبية المنفرة لفطرة الانسان ان تكون جنباً الى جنب كلمة الاسلام والمسلمين لتضح صورة ذهنية معقدة لهذا الدين ، فمثلا عندما ترى مشهد دماء وضحايا فى حادث ارهابى او فى تفجير لاحد الفنادق او المنشآت الآهلة بالمواطنين الابرياء ، ويعلن ان منفذى هذا الحادث يعتنقون الاسلام فماذا تنتظر من رد فعل الغرب تجاه ذلك ، عندما ترى أحدهم ممسكاً بيده رأس أحد الضحايا تحت اى ذريعه وخلفه علماً اسودعلية عبارة محمد رسول الله ” فماذا يمكن ان يكون انطباعك عن ذلك او انطباع أى مجتمع متحضر أو حتى نصف متحضر عن هذا المشهد ، ناهيك عن بكاء الاطفال واصوات استغاثه الجرحى ألن يرتبط كل ذلك بصورة ذهنيه مشوهة عن الاسلام وذلك إذا أعلن من يبدأ بيان مسئوليته عن ذلك بعبارة ” على بركة الله أو فى سبيل أعلان كلمة الاسلام فقد قمنا بعملية استشهاديه  ، ثم يتم التكبير وعرض احد الضحايا معصوب العينيين ويتم ذبحه على الملأ امام اعين العالم … ما هذا ؟ هل ذلك هو الدين الذى نعرفه ونباهى به امام العالم انه دين السماحه والعفو عند المقدره والسلام الذى هو اسم من اسماء الله الحسنى .
لقد شهدت السنوات الاخيرة تزايداً فى أعداد الذين ارتدوا عن الاسلام وياليتهم اعتنقوا ديانة سماوية اخرى بل لقد اعلنوا رفضهم لكل ما هو مرتبط بفكرة الايمان بالله  ورسله .. نعم هناك تزايداً فى اعداد الملحدين بعدما ارتبطت أذهانهم بالعنف والقتل والترويع والارهاب جراء ما يقوم به من يعتقدون انهم على صواب .
لقد اصبح لزاماً على الجميع مفكرين ومثقفين وازهريين واعلاميين ان نتكالف لنلغى تلك الصورة الذهنية الذى ارتبطت للأسف بلاسلام وان نوضح الصورة الحقيقية لهذا الدين الحنيف الذى لا يشاد به أحد إلا عليه . وياحبذا لو عادت المناظرات الفكرية والفقهيه التى قام بها كبار العلماء فى اوائل التسعينيات ونجحت فى مراجعة كل هؤلاء المتشديين لافكارهم المتطرفة وعدو لهم عنها
وهنا يجب  ن نتذكر الدكتور / ناجح ابراهيم وكرم زهدى ونبيل نعيم الذين اصبحوا صفوفاً دائمين على الفضائيات المختلفه لما يمثلونه من فكر أصبح معتدلاً ومقبولاً لدى الرأى العام ويساهم بشكل مقبول فى تغيير الصورة الذهنية للإسلام المعتدل وذلك سواء فى الداخل او الخارج
                                                                                                                                                                                                                   الدكتور محسن الفحام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق